الريادة الاجتماعية تاريخها ومميزاتها والتحديات التي تواجه المؤسسات المجتمعية

لطالما اعتاد رواد الأعمال أن يكونوا أصحاب مشروعات وأفكار مبدعة يستخدمونها في إنشاء وتشييد شركاتهم الخاصة بهدف جمع الأموال والأرباح، ولكن مع مرور الوقت أصبح لرواد الأعمال أهداف ودوافع أخرى يعملون عليها بلا كلل، فقد أصبحت الشركات الخاصة بهم على توافق كبير مع المسؤولية المجتمعية، مما يعني أن الهدف الوحيد لم يعد يتعلق بجني الأموال والأرباح فقط بل لإحداث تغيير كبير في المجتمع، إذا كنت لا تعرف ما هي الريادة المجتمعية، يمكنك متابعة هذا المقال المميز من اعقلها لتتعرف على مفهوم الريادة الاجتماعية وتاريخها، وأهم مميزاتها، وأبرز العقبات والتحديات التي واجهت المؤسسات الاجتماعية، تابعنا عزيزي القارئ لتتعرف على كل هذا وأكثر في السطور القادمة.

ما هو مفهوم الريادة الاجتماعية ؟

الريادة الاجتماعية

يدور مفهوم الريادة الاجتماعية في الأساس حول اكتشاف القضايا والمشكلات المتعلقة بالمجتمع، حيث يتم إجراء بحث كامل وشامل حول تلك المشكلة المجتمعية، ومن ثم البحث لإيجاد الطريقة والحل الأمثل لها، عن طريق إنشاء وإدارة المشاريع المجتمعية التي من شأنها أن تحقق التغير المنشود والمطلوب، ولكن لا يعني هذا بالضرورة القضاء النهائي على تلك المشكلة، وبالرغم من ذلك فإن أغلب المبادرون يستخدمون جميع التقنيات والاستراتيجيات لإجراء تغيير كبير عن طريق إشراك أفراد المجتمع بهدف تحقيق الهدف المنشود.

تاريخ الريادة الاجتماعية

يعود تاريخ الريادة الاجتماعية إلى عقود سابقة ولكنها لم تعرف كثيراً لدى البعض حتى أصبحت معروفة حديثاً حتى أصبحت أكثر رواجاً وانتشاراً لدى الكثير من الشباب ذوي الأفكار الإبداعية والمبتكرة ليقوموا بإنشاء حياتهم المهنية كرواد أعمال اجتماعيين، حيث استخدموا مفهوم الريادة المجتمعية على نطاق واسع فأقاموا العديد من المؤسسات المجتمعية سواء كانت مدارس أو مؤسسات للفقراء ومؤسسات الهدف منها رعاية الطفل والحفاظ على حقوق المرأة، مما جعل من الريادة المجتمعية منتشرة بصورة كبيرة، بحيث أصبح للجميع المشاركة من خلال التطوع بأفكارهم وإبداعاتهم من أجل إحداث فرق وتغيير في المجتمع.

مميزات وفوائد الريادة الاجتماعية

لقد أصبح رواد الأعمال لا يبحثون عن تلك الأفكار التي تعود عليهم بالأرباح والعوائد فقط بل أصبحوا يبحثون عن كل ما يساعد في إحداث تغير إيجابي في المجتمع

لذلك دعنا عزيزي القارئ نطلعك على أهمية الريادة المجتمعة والتي تتمثل في التالي:

تساعد الريادة الاجتماعية في خلق عدد أكبر من فرص العمل:

كانت ولازالت البطالة هي المشكلة الأكبر التي تواجه أغلب الشباب في المجتمعات المختلفة

خاصة الدول النامية، ولكن بفضل الريادة المجتمعية أصبح الشباب قادرين على الحصول على فرص عمل أكبر

ومن أبرز الأمثلة على هذا عندما قامت شركات التغذية المخالفة بتوفير أكثر من 4000 وظيفة للشباب، حيث استطاعوا أن يوفروا لهم دخلاً ثابتاً وعملاً منتظماً لأصحاب المؤهلات والخبرات المنخفضة والمحدودة.

الريادة الاجتماعية جعلت من العالم مكاناً أفضل:

الريادة الاجتماعية

لأن رواد الأعمال الاجتماعيين لم يكن شغلهم الشاغل جني الأموال فقط، فقد ساعد الأمر في إحداث بعض التغيرات الإيجابية

 مثال على ذلك قيام الرياديون بتبني أفكار من شأنها أن تحافظ على البيئة بدلاً من الإضرار بها مثال على ذلك في عام 1997 تلقت الهند الكثير من التهديدات من العديد من مجالس مكافحة التلوث البيئي لدفعهم إلى السيطرة على التلوث الناجم عن معمل تكرير جامانجار، والذي توصلوا بعد ذلك لتحويل المناطق القاحلة المحيطة بهذه المنطقة إلى حقل كبير من المانجو ليزرعوا أكثر من 200 نوع من المانجو بدلاً من إغلاق تلك المناطق، مما أدى إلى تحويل تلك المناطق القاحلة إلى أراضي خضراء رائعة ومشكلة بيئية إلى فرص عمل لا حدود لها.

الريادة الاجتماعية جعلت التواصل مع العملاء خارج الأغراض الاقتصادية:

عندما يتجه الرائد إلى الخدمات المجتمعية فلا يكون هدفه الأساسي فقط تحقيق الربح بل محاولة لجعل المجتمع مكان أفضل

لذلك فإنهم عادة ما يقومون بالتواصل مع العملاء الخاصين بهم خارج نطاق المسائل والأهداف الاقتصادية

وذلك لتطوير أعمالهم الاجتماعية من خلال الحصول على الدعم العاطفي منهم

ومن أبرز الأمثلة على هذا قيام شركة الإلكترونيات الكبيرة آبل، حيث أقدمت الشركة على تحقيق هدف معين في عام 2020

وهو القضاء على مرض الإيدز عن طريق التبرع بتلك العوائد الناتجة عن عن بيع الهواتف للمتضررين من المرض عن طريق تقديم الأدوية اللازمة، خاصة للمتضررين من المرض الذين يعيشون في أفريقيا في جنوب الصحراء الكبري، وهذا يجعل من شركة آبل منظمة ريادية كبيرة.

بعض المميزات الأخرى:

  • الخدمات التي يتم توفيرها من قبل المبادرون تكون أكثر ملائمة لاحتياجات ومتطلبات الفرد داخل المجتمع.
  • تعتبر الخدمات التي تقدمها المؤسسات والمنظمات الاجتماعية معقولة التكلفة مقارنة بالتكاليف السائدة لها في المؤسسات التي تهدف إلى تحقيق الربح في الأساس، ولكن بفضل تلك المؤسسات أصبحت وسائل الراحة لا حصر لها من الناحية الصحية والتعليمية وغيرها من المجالات الأخرى التي أصبحت تكلفتها ميسورة وفي متناول يد الجميع.

أبرز التحديات التي وقفت عائقاً أمام مؤسسات الريادة الاجتماعية

كما ذكرنا أن مؤسسات الريادة الاجتماعية يمكنها أن تفعل الكثير للمجتمع، ولكن لسوء الحظ أنها أيضاً قد تواجه العديد من التحديات والعوائق التي تقف حاجزاً أمام تحقيق أهدافها، وتتمثل أهم تلك التحديات في التالي:

نقص التمويل:

يعد التمويل من أكبر وأهم المشكلات والعقبات التي تواجه المؤسسات الريادية، والتي فشلت في تجميع رأس المال الكافي

خاصة أن أغلب رواد الأعمال الاجتماعيون عبارة عن كيانات فردية، لذلك نجد أن بعض المشاريع الاجتماعية تتطور وتزدهر والبعض الآخر يحارب من أجل البقاء والاستمرار، بسبب نقص الموارد والتمويل، خاصة وأن البنوك والمؤسسات الداعمة لتلك المنظمات نادرة الوجود، حيث يظنون أن المنظمات الاجتماعية غير مربحة ومحفوفة بالمخاطر حول إعادة الأموال، لذلك عادة ما يدخر الرياديون من أموالهم الخاصة من أجل تلك المشاريع الريادية.

عدم القدرة على التوسع بالمشروع الاجتماعي:

لسوء الحظ أن أغلب منظمات الريادة الاجتماعية تفتقر للتوسع والازدهار في المشروع، بالرغم من الحماس والهائل في البداية لتخليص المجتمع من مشكلة اجتماعية كبيرة، إلا أن نقص الدعم قد يؤثر على استمرارية المشروع، حيث يكون الدعم الحكومي نادر.

ازدواجية الأهداف:

بالطبع ومما لا شك فيه أن الهدف الرئيسي للمؤسسات الاجتماعية إحداث تغيير إيجابي في المجتمع

ومع ذلك فإن أهدافهم لا تخلوا في الأساس من الجانب المادي حيث يمكنهم جني الأموال والأرباح

وذلك حيث تقوم كل مؤسسة أو منظمة وفقاً لعدد من الأهداف الخاصة بها، فالبعض يقوم بالمشاريع الاجتماعية باعتباره طريقة مثالية وأخلاقية للقيام بعمل تجاري، والبعض الآخر يفعل ذلك بهدف إحداث قيمة في المجتمع وتطوير أعمال مستدامة ومستمرة، مما يجعل من تلك المؤسسات ذات هوية خفية وغامضة بسبب تنوع الأهداف والمهام.

أمثلة على مؤسسات الريادة الاجتماعية

والآن إليكم مجموعة من الأمثلة المشهورة للمنظمات الاجتماعية، والتي تتمثل في التالي:

Pipeline Angels:

شركة استثمار أمريكية، والتي لاحظت أن هناك عدد قليل جداً من المستثمرين من الأقليات

وهذا دفعهم إلى توفير فرص استثمارية للنساء ومختلف المستثمرين، كما أنهم أقاموا معسكراً قاموا من خلاله بتدريب السيدات المستثمرات.

TOMS:

الريادة الاجتماعية

تتصدر هذه الشركة الصدارة من ضمن مؤسسات الريادة الاجتماعية، حيث قامت الشركة بالتبرع بالأحذية للأطفال المحرومين

المتواجدين في البلدان والدول النامية مقابل كل زوج من الأحذية يقوم بشرائه كل مشتري

قامت هذه الشركة في عام 2015 بإطلاق منظمة ريادية اجتماعية تهدف إلى تشجيع المنظمات الاجتماعية الجديدة للبدء من البداية تشجيعاً منهم لدعم المنظمات الأخرى الكبيرة التي تعمل من أجل الأرباح والرفاهية فقط.

 

والآن وها قد وصلنا لختام هذا المقال المميز حول الريادة الاجتماعية وكيف يمكنها أن تدعم قضايا المجتمع الكبيرة وأهم المميزات والفوائد الخاصة بها، إذا كنت ممن يرغبون في بدء مشروع ريادي أو اجتماعي، يمكنك أن تطلب العون من فريق عمل موقع اعقلها ليساعدك في التخطيط للمشروع والعمل عليه حتى النجاح، لا تتردد في طلب العون.

اقرأ أيضاً: ما هي الإدارة المالية وأهميتها لمؤسستك

قد يهمك أيضاً: 6 أفكار مشاريع لطلاب المدارس يمكنها أن تحول نشاطهم الطلابي لمهنة

إقرأ ايضا