العمل عن بعد هو الحل في أوقات الأزمات.. فكيف يمكن أن يؤثر على الإنتاجية؟

لقد كان لفيروس كورونا أثره الكبير على العالم كله، فقد تسبب في اختلال النظام الذي يسير به عالمنا، وكذلك حياتنا فأثر على الاقتصاد، وكذلك الشركات باختلاف مؤسساتها ونظمها، ولكي تتعامل الدول والشركات مع الخلل الكبير الذي نتج عنه لجأت العديد من الشركات إلى اختيار العمل عن بعد كحلاً للأزمة الراهنة والمساعدة في تجاوز الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم، ونظراً لأن العمل عن بعد أصبح أمراً لا مفر منه في الوقت الراهن كان لابد لنا أن نكتب مقالاً يتناول تأثير فيروس كورونا آلية العمل داخل الشركات وأهم مميزات وعيوب العمل عن بعد، بالإضافة إلى تأثيره على الإنتاجية في العمل، وهل يجب عليك كصاحب شركة أن تختاره أم لا، لذلك تابعنا عزيزي القارئ لتتعرف على كل هذا في السطور القادمة من مقالنا.

تأثير فيروس كورونا على الشركات وآلية العمل؟

العمل عن بعد

استفاق العالم في نهاية عام 2019 على ظهور فيروس وبائي جديد يهدد أمن واستقرار العالم

بدأ هذا الفيروس المعروف بكوفيد 19 في الانتشار بصورة كبيرة جداً والانتقال من منطقة وهان بالصين إلى باقي أرجاء العالم

ليصبح العالم كله مهدداً بالإصابة به، ولهذا بدأت العديد من الدول في اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية لمقاومة هذا الفيروس

فقامت العديد من الدول بإعلان الغلق العام لجميع منشأتها لتفادي خطر هذا الفيروس، وهذا يتضمن إغلاق لجميع الشركات

وهذا ما أثر على الاقتصاد الكلي حول العالم، ونتيجة لهذا خسرت كثير من الدول والشركات والمؤسسات الكثير من الأموال

فكان لابد من إيجاد جل تستطيع من خلاله الدول والشركات مقاومة الخسائر التي تسبب بها فيروس كورونا

فكان الحل هو أن تلجأ هذه الدول إلى تغيير الآلية التي تعمل بها، فظهر نظام العمل عن بعد

لتستطيع كلاً من المؤسسات والشركات الموجودة بالدولة من القيام بمسئولياتها دون الخروج من المنزل

ومن هنا تقليل خطر الإصابة بالفيروس والعمل على تنمية الاقتصاد في نفس الوقت

ونتيجة لهذا أصبح العمل عن بعد هو الوسيلة الأكثر فاعلية في أغلب دول العالم، بل وطبقته أغلب الشركات لتقوم بالتغلب على هذه الأزمة التي اجتاحت العالم.

ما هي مميزات العمل عن بعد؟

لقدحول الفيروس نظام الشركات بصورة تامة، فقد أصبح العاملين يقومون بمهامهم ووظائفهم عن بعد، والذي نتج عنه عدد من المزايا المختلفة، وتتمثل أهمية ومميزات العمل عن بعد في التالي:

  • يوفر لك أداء المهام عن بعد جدول زمني مرن، حيث يمكنك القيام بمهامك اليومية بسهولة دون التقيد بمواقيت معينة.
  • تقلل أداء المهام والوظائف من المنزل الكثير من التكاليف الباهظة على أصحاب الشركات من خلال توفير تكاليف الاستئجار.
  • يوفر على الموظفين تكاليف السفر والتنقل، خاصة إذا كانوا يقطنون أماكن بعيدة عن مقر الشركة.
  • يجعل من العمل أكثر راحة ومرونة، حيث يمكن العمل بصورة مريحة بعيداً عن أماكن العمل والمليئة بالضوضاء والتشتت.
  • يمنح هذا النظام الجديد فرصة ذهبية للأشخاص المتقدمين للوظائف المختلفة، فلم يعد الموقع يمثل عائقاً أمام الأشخاص.
  • أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن أداء الوظائف عن بعد يساعد في زيادة الإنتاجية، حيث يمنح الموظف شعور بالحرية وعدم التقيد بقواعد وشروط صارمة، فالعمل من المنزل يوفر الكثير من الوقت والمجهود.
  • يعتبر العمل عن بعد أكثر أهمية لصاحب العمل أو الشركة، حيث يوفر عليه إنفاق الكثير من الأموال على فواتير الكهرباء والمكاتب المخصصة للموظفين

ما هي عيوب العمل عن بعد؟

العمل عن بعد

بالرغم من المميزات الكثيرة للقيام بالوظائف عن بعد إلا أن هناك عدد من العيوب التي تعيق آلية العمل من المنزل، وتتمثل تلك العيوب في التالي:

  • يمكن لهذا النظام المتبع في أداء المهام عن بعد أن يعيق عملية الفصل بين الحياة العملية والحياة اليومية والعائلية.
  • صعوبة الالتزام بجدول زمني مرتب ومنظم، فلن يستطيع الموظف الحفاظ على الروتين الطبيعي للعمل.
  • يمكن أن يسبب هذا النظام الحديث المتبع في الشركات من تقليل سلطة أصحاب الشركات والأعمال على الموظفين وعدم قدرتهم على مراقبة الأداء بصورة دقيقة.
  • يقلل من روح العمل الجماعي، مما يتسبب في تفويت الكثير من المهام اليومية المختلفة.
  • يجعل من حل المشكلات المتعلقة بالشركة أمراً صعباً، حيث تتطلب بعض المشكلات التكنولوجية البعض من عامل الخبرة.
  • التكاليف الكبيرة الناتجة عن الاتصالات المتعلقة بالعمل، خاصة إذا كانت الشركة لا تعتمد على برامج الفيديو في نظامها.
  • بالرغم من أن أداء الوظائف عن بعد يساعد في زيادة الإنتاجية، إلا أن الموظف معرض للتشتيت من قبل العائلة والأصدقاء.

تأثير العمل عن بعد على الإنتاجية؟

للعمل عن بعد قدرة هائلة على زيادة الإنتاجية والتحفيز، وفقاً لبعض الدراسات الحديثة

والتي أثبتت أن الموظفين عن بعد يعملون بعدل 1.4 يوماً في الشهر دون غيرهم من الأشخاص الذين يعملون في مقر الشركة الرئيسي.

وحتى تحقق الإنتاجية من خلال أداء المهام من المنزل، يمكنك اتباع بعض النصائح الهامة التي يمكن من خلالها تشجيع موظفيك على القيام بالمهام بعيداً عن التوتر وحتى تجعلهم أكثر قدرة على الموازنة بين الحياة العملية وبيئة العمل، وتتمثل أهم تلك النصائح في التالي:

امنحهم مزيد من فترات الراحة:

وفقاً لدراسة حتى يمكن للموظفين الذين يعملون من منازلهم تحقيق الإنتاجية المرغوب فيها، لابد من منحهم فترات راحة

فقد أثبت الاستبيان أن حوالي 37% من الموظفين الذين يعملون من مكاتبهم في مقر الشركة يحصلون على وقت راحة أقصر من الأشخاص الذين يعملون عن بعد، ووحد أن الأشخاص الذين يعملون عن بعد ويحصلون على فترات راحة أطول هم الأكثر كفاءة على تحقيق إنتاجية أكبر، لذلك يمكنك كصاحب شركة أو عمل أن تتبع تقنية بومودورو، والتي يتم تطبيقها عن طريق اختيار مهمة معينة يتم القيام بها لمدة تصل إلى 25 دقيقة، ومن ثم يمكن أخذ استراحة لمدة 5 دقائق لحين الانتهاء من المهمة تماماً، فهذه التقنية المذهلة يمكن أن تساعد الموظفين في التخلص من الضغط الشديد والتوتر، مما يجعلهم أكثر قدرة على التركيز.

اجعلهم يتبعون جدول زمني منظم:

ضع لموظفيك عدد معين من ساعات العمل، حيث أثبتت الدراسات أن حوالي 33% من أصحاب الشركات قاموا بتحديد عدد ساعات محددة للموظفين للقيام بوظيفتهم كما اعتادوا في مكاتبهم في مقر الشركة، والتي أدت إلى تحقيق إنتاجية كبيرة.

أنشأ قائمة مهام منظمة:

أقر حوالي 33% من الموظفين الذين يقومون بوظائفهم عن بعد أن إنشاء قائمة بالمهام اليومية ساعدتهم في إنجاز أعمالهم

لذلك عليك كصاحب شركة تشجيع موظفيك للقيام مهام معينة خلال اليوم، كما يمكنك تحديد العديد من الاجتماعات اليومية أو حتى الأسبوعية لمناقشة المهام والمشاريع وتنظيمها، لتبقى دائماً على المسار الصحيح.

هل يجب عليك أن تختار العمل عن بعد كخيار أول لشركتك؟

عندما يتعلق الأمر بقرارك كصاحب شركة عليك بموازنة العيوب والمميزات الخاصة بأداء المهام عن بعد، فبالرغم من فوائده الكثيرة، والتي تعود عليك كصاحب شركة، حيث تساعد أداء الوظائف عن بعد في تقليل النفقات الخاصة بشركتك، كما أنها قد تساعد في تحسين الحالة النفسية لبعض موظفيك، إلا أن العمل عن بعد قد لا يكون ملائماً فلا يمكن أداء الوظائف عن بعد في بعض المجالات، لذا كي تقوم بالاختيار الصحيح يجب عليك أن تأخذ برأي موظفيك، حيث سيشاركك كلاً منهم بخبراته ورأيه في هذا الأمر، ومن خلاله تستطيع أن تقرر إذا كان ما كان القيام بالمهام عن بعد هو خيارك أم أنك ستحتاج إلى العودة إلى مقر الشركة وأثناء قيامك بالأمر لا تنسى أن تراقب الحالة النفسية والإنتاجية لموظفينك في خلال الفترة التي قاموا  فيها بأداء وظائفهم من منازلهم.

والآن وقد وصلنا لختام مقالنا الشامل حول العمل عن بعد ومدى تأثيره على الإنتاجية، وأهم مميزاته وعيوبه التي يجب أن يكون كلاً من الموظف وصاحب الشركة على دراية كافية بها لتجنب الخسائر وتحقيق الإنتاجية، وإذا كنت من أصحاب المشاريع الصغيرة أو الكبيرة وترغب في عمل دراسة جدوى منظمة يمكن من خلالها تحقيق الإنتاجية والأرباح في أسرع وقت ممكن، كل ما عليك فعله عزيزي رائد الأعمال هو أن تتوجه مباشرة لفريق عمل موقع اعقلها ليساعدك في القيام بهذا الأمر بسهولة على يد مجموعة خبيرة ومتخصصة في هذا المجال، ,بادر في طلب المساعدة من فريق عمل اعقلها.

اقرأ أيضاً: حتى لا يختلط عليك الأمر..إليك الفرق بين دراسة الجدوى وخطة العمل ونموذج العمل

قد يهمك أيضاً: تطبيق كلوب هاوس وأسباب انتشاره السريع وتأثيره على مجال ريادة الأعمال

إقرأ ايضا